اجتمع بالمجلس المركزي والكتلة الديمقراطية (آبي أحمد) في الخرطوم.. دواعي الزيارة
تقرير: محمد عبد الحميد
وصل الخرطوم صباح أمس رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد برفقة وفد أمني رفيع، في زيارة ليوم واحد، جلس فيها إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأجريا خلالها مباحثات سودانية ــ إثيوبية مشتركة، تناولت قضايا الحدود وسد النهضة وملف السلام بالدولتين، فيما التقى آبي أيضاً الائتلافين المتصارعين الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والكتلة الديمقراطية على هامش الزيارة، كما بحث رئيس الوزراء الإثيوبي مع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو تطور العلاقات بين البلدين وسبل دفعها إلى الأمام، مما يثير التساؤل حول أسباب الزيارة في هذا التوقيت، فهل حمل رئيس وزراء إثيوبيا خطةً مُغايرة لإنعاش (الإطاري)؟
تجاوز الأزمة
وطبقاً للوكالة الرسمية (سونا) شدد البرهان خلال اللقاء على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثيوبيا في القضايا الثنائية إقليمياً ودولياً. وأكد خلال جلسة المباحثات المشتركة بالقصر الرئاسي توافق واتفاق البلدين حول كافة قضايا سد النهضة.
وفي ما يتعلق بقضية الحدود المشتركة شدد رئيس مجلس السيادة على أن الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن. وأشار إلى أن تجربة السلام في إقليم تقراي تعتبر مشرفة وتدعم الاستقرار في إثيوبيا، بينما أطلع البرهان رئيس الوزراء الإثيوبي على تطورات الأوضاع السياسية في البلاد والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة.
وبدوره قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة المهمة في مسيرته السياسية، لافتاً إلى ضرورة الاستفادة من تجربة الحرب في البلدين التي أدت لانفصال الجنوب في السودان والحرب في تقراي بإثيوبيا.
ففيما دعا إلى اللجوء للحوار في كافة القضايا الداخلية، أكد أنه لن يقدم مقترحات جديدة خلال لقائه الأحزاب السياسية، لأنه يثق في قدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم السياسية.
وانتهى حديث (آبي) بعدم وجود مقترحات جديدة يقدمها لحل الأزمة السياسية بين الأطراف السودانية المتشاكسة، لكن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار له رأي مغاير، فمن وجهة نظره أن حضور رئيس الوزراء الإثيوبي للخرطوم في هذا التوقيت له علاقة وطيدة بالعملية السياسية والتسوية. ودليله على ذلك أن الملفات العالقة كسد النهضة والفشقة وغيرها موجودة بالأساس وتُحل في إطار لجان مشتركة بين البلدين. ويشير كرار في حديثه لـ (الانتباهة) إلى أن وجود علاقة مقربة بين إثيوبيا وجزء من الكتلة الديمقراطية، دفع (آبي) للتدخل، منوهاً بأن الخلاف بين القوى المتصارعة خلاف على السلطة والكرسي وليس البرنامج الوطني أو الثورة ومن يستحوذ منهم على أكبر (كيكة) من السلطة في الفترة الانتقالية.
الوفاق الوطني
وفي المقابل قال نائب رئيس الكتلة الديمقراطية د. جبريل إبراهيم في تصريحات صحفية عقب لقاء رئيس الوزراء الإثيوبي إن الكتلة التقت آبي أحمد وأكدت له متانة العلاقات بين البلدين، فيما شرحت موقف الكتلة من الاتفاق الإطاري وشرحت رؤيتها حوله أيضاً. وأوضحت الكتلة أن الإطاري لا يحقق الأمل الوطني المنشود ولا بد من وفاق وطني شامل.
وأضاف جبريل قائلاً: (نحتاج إلى مساعدة الآخرين، ولكن يجب أن يكون الاتفاق سودانياً ــ سودانياً)، مشيراً إلى أن آبي أحمد أكد على وجوب أن يكون الحل سودانياً بحتاً.
غير أن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كمال كرار أكد قائلاً: (إن من أسباب الزيارة فشل المبادرة المصرية التي لم تصل لنهايات بجلوس الطرفين للوصول لحلول والتوقيع على الإطاري مجتمعين). وأضاف قائلاً: (وتأتي الزيارة كذلك في إطار دفع الممانعين للتوقيع على الاتفاق الإطاري، لتنضج التسوية على نار هادئة، وكل ذلك مدفوع من قوى خارجية بما فيها زيارة (آبي)، فما يحدث هو محاولات لفرض الأجندة الأجنبية في السودان لقطع الطريق على الثورة، ولكي تعود البلاد خاضعة وتابعة تمضي عليها ذات السياسات كما كانت أيام النظام البائد وحكومة حمدوك، حتى لا تنهض من أنقاضها). وأكمل قائلاً: (الجديد في الموضوع دخول دولة رابعة هي إثيوبيا).
وفي ذات الأثناء التقى وفد المجلس المركزي للحرية والتغيير رئيس وزراء إثيوبيا وعلى رأس الوفد رئيس حزب الأمة القومي اللواء متقاعد فضل الله برمة ناصر، بينما بحث اللقاء العلاقات التاريخية بين البلدين.
وفي غضون ذلك قال الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير في تصريح صحفي إن آبي أحمد دعا إلى تسريع وإكمال العملية السياسية لإخراج السودان من الأزمة، ورحب كذلك بالزيارة المرتقبة لوفد الحرية والتغيير (المجلس المركزي) إلى إثيوبيا. وعبر الواثق عن ترحيب الحرية والتغيير بزيارة آبي إلى السودان، مؤكداً أن اللقاء تناول الحوار (السوداني ــ السوداني) دون أية تدخلات خارجية ودعم العملية السياسية في البلاد.