خبراء: ابتزاز واشنطن لإفريقيا لا طائل منه وروسيا حجزت مكانها في العالم متعدد الأقطاب
أكد خبيران مصريان أن الابتزاز الأمريكي لإفريقيا حول علاقاتها مع روسيا جاء في الوقت الضائع، وأن موسكو حجزت مكانها في العالم متعدد الأقطاب وانتهى الأمر.
وفي تصريحات لـRT، علّق الخبيران المصريان عطية عيسوي وأحمد رفعت، على السعي الأمريكي للضغط على دول إفريقيا من أجل اتخاذ مواقف عدائية ضد روسيا.
وقال عيسوي المختص في الشأن الأفريقي إن واشنطن أحسّت في الفترة الأخيرة بالخطر بسبب التمدد الصيني في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن تزايد هذا الإحساس بالخطر تطور بعد ترك مالي وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى وغيرها، للمساعدة الفرنسية وانهاء دور القوات الفرنسية فيها والتحول إلى المساعدات الروسية العسكرية.
المساعدات الروسية لأفريقيا
ولفت عيسوي إلى أن هذه المساعدات كانت مباشرة من خلال الاستيراد المباشر أو الإمداد المباشر بالسلاح لدولة مثل مالي، أو من خلال شركة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة.
وأضاف المختص في الشأن الإفريقي أنّ هناك دولا لن تستجيب ولن تنصاع إلى المحاولات الأمريكية لاجبارها على اتخاذ مواقف ضد روسيا، وأنها ستواصل التعاون مع روسيا في هذا الأمر لأنها ترى أن التعاون مع روسيا و”فاغنر” أكثر إفادة وأكثر حسما فى مساعدتها بمواجهة التمدد الإرهابي والجماعات المتمردة في تلك الدول.
وأردف عيسوي أن هنالك دولا لها تحالفات قديمة وراسخة مع الغرب سواء دول الاتحاد الأوروبي أو روسيا الاتحادية أو الصين، “وبالتالي ستواصل هذه الدول تعاونها مع الدول الغربية وسوف تستجيب للضغوط الأمريكية لأنها ترى أن الإبقاء على التحالف مع أمريكا والاتحاد الأوروبي أكثر فائدة لها بسبب تحكم أمريكا في المؤسسات المالية الدولية المُقرضة والتي تقدم مساعدات متنوعة للدول الإفريقية وغيرها”.
الساحة مفتوحة للصين
وبالتالي – بحسب عيسوي – لا نستطيع القول إن كل دول الإفريقية ستخضع لابتزاز الأمريكي كما أن كل الدول الإفريقية لن ستسجيب للضغوط الأمريكية وبالتالي ستكون الساحة مفتوحة بشكل أساسي للصين التي رسّخت أقدامها فى معظم الدول الإفريقية من خلال مشروعات البنية الأساسية والقروض وغيرها منذ العام 2000.
وأضاف أنه ستكون هناك دول مفتوحة لروسيا خاصة الدول القلقة التي تشهد اضطرابات مثل مالي وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى والنيجر وغيرها، وستستجيب أو ستوسّع تعاونها مع روسيا الاتحادية خاصة في مسألة التعاون العسكري والحصول في السلاح الذي تحتاجه والمساعدات الاقتصادية بالإضافة إلى مساعدات “فاغنر”،
واختتم عيسوي بأن إفريقيا قارة واسعة جدا وكل القوى الكبرى تحتاجها لتصريف منتجاتها الصناعية والعسكرية وأيضا الحصول على الخامات اللازمة للتصنيع، ويضاف إلى ذلك المساعدات أو الحصول على صوت إفريقيا في المحافل الدولية كمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وغيرها .
القمة “الروسية الإفريقية” تتويج لسنوات التعاون
من جهته، ذكر الباحث والكاتب الصحفي أحمد رفعت لـ”RT”، “القمة الروسية الإفريقية” التي استضافتها مدينة سوتشي في 2019، مشيرا إلى أنها “جاءت تتويجا لجهود سبقتها بسنوات لتعاون روسي- إفريقي بات اليوم محط أنظار كافة المراقبين.. ولم يتوقف ذلك على التعاون التجاري والاقتصادي بل والعسكري والأمني أيضا”.
كما تطرق رفعت إلى المشهد اللافت للنظر في واغادغو عاصمة بوركينا فاسو والتظاهرات ضد الوجود العسكري الفرنسي هناك.. والتي شهدت رفع الأعلام الروسية في موقف يعكس تماهي الموقف الشعبي مع الموقف الرسمي الداعم لروسيا، وعلى التوازي هناك موقف آخر شبيه في مالي حيث اتفاقيات أمنية مع مجموعة “فاغنر” الروسية غير الرسمية، ولكن المشهد يعكس مدى وحجم النفوذ الروسي في قلب القارة”
كما تطرق الباحث رفعت إلى دولة مصر كبرى دول القارة التي “أعلنت عبر التصويت ضد استخدام القوة في أوكرانيا، لكنها أكدت رفضها للعقوبات ضد روسيا وتعتبرها صادرة من غير ذي شأن، أي الأمم المتحدة، وبالتالي فهي غير ملزمة بها وهو ما طبقته مصر فعلا”.
مناورات مشتركة مع روسيا والصين
كما ذكر مشاركة جنوب إفريقيا في المناورات الثلاثية مع روسيا والصين المنافسين الأساسيين للولايات المتحدة. فضلا عن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يزور موسكو للتعاون بين البلدين، ومثلها دول عديدة إذ أن كل ذلك يحدث رغم الحملة الغربية والعقوبات المفروضة على روسيا!!
وفي الجانب الاقتصادي، قال رفعت إنه إذا كانت الاستثمارات الروسية في إفريقيا تقدر بـ 30 مليار دولار والولايات المتحدة رصدت 50 مليارا، فإنه قياسا بالناتج القومي لكل من روسيا ( بحدود تقل عن 2 بالمئة من الناتج العالمي) وأمريكا ( بحدود 25 بالمئة من الناتج العالمي) تكون روسيا بذلك متفوقة تماما واهتمامها بإفريقيا وتعاونها مع دول القارة أكبر بكثير من الولايات المتحدة.. ولذلك تكون الخلاصة والنتيجة النهائية: ستفشل أي ضغوط وأي تهديدات لمنع التعاون الروسي – الإفريقي.
واختتم: “هذا الزمن في تقديرنا قد ولي وانتهى.. والخطى تسير بقوة إلى عالم متعدد الأقطاب حجزت فيه روسيا مقعدها وانتهى الأمر”.