لافروف بالخرطوم.. والسودان يؤكد سعيه لعلاقات متوازنة
أعلنت روسيا دعمها لجهود تحقيق الاستقرار في السودان عبر الحوار الوطني بين السودانيين “بعيدا عن الإملاءات”، في حين أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو لدى استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سعي السودان لإقامة علاقات متوازنة مع المجتمع الدولي.
وعقب استقباله لافروف في القصر الرئاسي بالخرطوم، أكد دقلو سعي السودان إلى بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول، تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، معرباً عن أمله في توصل روسيا وأوكرانيا إلى حلول سياسية ودبلوماسية، تنهي الحرب وتحقق الأمن والاستقرار والسلام بين البلدين، وتجنب العالم الآثار السالبة.
الوجود الروسي في أفريقيا
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوداني علي الصادق إن الوجود العسكري الروسي في بعض الدول الأفريقية جاء بطلب من حكومات تلك الدول.
وقال الوزير الروسي إن بلاده تدعم مساعي السودان لرفع العقوبات المفروضة عليه.
وأشار لافروف إلى أن السودان وروسيا سيدعمان بعضهما البعض فيما يتعلق بقرارات الأمم المتحدة. وأضاف “ناقصنا مع السودان التنسيق المشترك في المحافل الدولية وإصلاح مجلس الأمن الدولي؛ على خلفية محاولات الغرب عرقلة إنشاء النظام متعدد القطبية حيث يتمتع الجميع بفرص متساوية”.
إصلاح الأمم المتحدة
بدوره، أكد الصادق أن بلاده تدعم السعي الروسي لخلق عالم متعدد الأقطاب، والعمل على خلق أمم متحدة تتساوى فيها جميع الدول بشكل تام.
وأضاف “تناولنا ضرورة تعاون البلدين في الأمم المتحدة، واتفقنا على قضية إصلاح الأمم المتحدة بشكل عام ومجلس الأمن خاصة، وأشدنا من الجانب السوداني بالدعم الروسي للقضية الفلسطينية ولقضايا المنطقة”.
وفي حين لم يتطرق الوزير الروسي كثيرا للجدل الدائر حول الوجود العسكري الروسي في عدد من البلدان الأفريقية؛ إلا أنه قال إن الشركات الروسية العسكرية الخاصة تعمل باتفاق مع الحكومات؛ ومن بينها حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى، وتسهم في تحقيق الاستقرار في هذه المناطق نظرا لانتشار العصابات الإرهابية هناك.
فاغنر
وتشير تقارير إعلامية إلى وجود كثيف لمجموعة فاغنر الروسية في عدة دول في شرق وغرب أفريقيا؛ وتعمل على تدريب جيوش وقوات محلية وحماية شخصيات أو مكافحة جماعات متمردة مقابل الحصول على امتيازات ضخمة في مجال استخراج الذهب والمعادن الأخرى.
وفي مارس 2022، قال سفراء دول مجموعة الترويكا في السودان والتي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، إن فاغنر تنخرط في أنشطة غير مشروعة في السودان، وعدد من الدول الافريقية، وهو ما تنفيه السلطات السودانية بشدة. وتقول الدوائر الغربية إن روسيا توسع الهيمنة على موارد أفريقيا عبر زيادة الدور العسكري لمجموعة فاغنر هناك.