“أسواق أم دورور”.. تجربة ريفية تغزو الخرطوم بسبب الغلاء

في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم وعلى مدار الأسبوع، يتجول صغار التجار عارضين بضاعتهم من مواد تموينية وخضروات على السكان بأسعار مخفضة نسبيا، في حراك يُعرف محليا بأسواق “أم دورور”.

 

مع تراجع الوضع الاقتصادي في البلاد، وجدت أسواق “أم دورور” طريقا معبدا لغزو الخرطوم، وتمكنت من جذب فئات مقدرة من سكان العاصمة نتيجة لتقديمها سلة غذائية بأسعار تقل عن الأسواق العادية بنحو 20 في المئة، وفق جولة لمراسل موقع “اسكاي نيوز عربية”.

ماذا نعرف عن أسواق “أم دورور”؟

وفي هذا الصدد، تقول زهراء وهي موظفة حكومية لموقع “سكاي نيوز عربية”:

وأدى التراجع المستمر في قيمة العملة الوطنية “الجنيه” مقابل النقد الحر إلى تصاعد مضطرد في أسعار السلع والخدمات، وهي تجليات لواقع اقتصادي قاس يعيشه السودان منذ سنوات وبلغ ذروة تفاقمه في العام 2021م.

ورغم رحلة انخفاض التضخم التي بدأت في منتصف عام 2022م عندما كان فوق 300 في المئة، حتى وصل إلى 83 في المئة خلال شهر يناير الماضي، وفق حصيلة الجهاز المركزي للإحصاء، لكن أسعار السلع ما تزال مرتفعة وذلك نتيجة لاستمرار تدهور قيمة العملة الوطنية، إذ يتجاوز سعر الدولار الأميركي 600 جنيه سوداني في تعاملات السوق الموازية.

منتوجات بأقل سعر ممكن 

يقول الصادق فضل الله، أحد الباعة المتجولين في سوق أم دورور، لموقع “سكاي نيوز عربية”:

لماذا نجحت أسواق أم دورور؟

من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير لـ”سكاي نيوز عربية”:

ومع تمدد هذه الأسواق، برزت أصوات سودانية بالخرطوم مناهضة للفكرة واعتبرتها بمثابة تزييف للعاصمة وانتقاص من وجهها الحضاري.

وبين جدلية الحداثة والتخلف، تبقى أسواق “أم دورور” محطة مهمة لطيف واسع من السودانيين الباحثين عن هامش في الأسعار يخفف عليهم من وطأة الغلاء.