قال الفريق د. خالد ثالث أبكر، رئيس حركة شباب التغيير والعدالة السودانية، عقب التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الحرب في السودان، وما تبعها من حديث عن دعم مبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لحلّ الأزمة السودانية:

نؤكد في حركة شباب التغيير والعدالة السودانية أن السودان يدخل اليوم مرحلة جديدة، تُعاد فيها صياغة معادلات النفوذ الإقليمي والدولي على أرضه، وهو ما يستوجب قراءة دقيقة وحذرة لكل المبادرات المطروحة.

إن مبادرة ولي العهد السعودي ليست مجرد جهد دبلوماسي منفصل، بل هي محاولة لإعادة ترتيب المشهد السوداني عبر مقاربة تستند إلى ثلاث ركائز أساسية: تحييد التهديدات الإقليمية، وإعادة ضبط الأمن في البحر الأحمر، وضمان استقرار العمق الاستراتيجي للمملكة والمنطقة ككل. وهذا يعكس إدراكاً سعودياً متقدّماً بأن استمرار الحرب في السودان لا يهدد الخرطوم وحدها، بل يفتح الباب أمام فوضى إقليمية تتجاوز الحدود.

أما تصريحات ترامب، فرغم أنها تأتي في سياق سياسي أمريكي داخلي، إلا أنها تكشف شيئاً مهماً: السودان أصبح جزءاً من صراع الإرادات الدولية بين واشنطن ومحاور أخرى. وهذا يفرض على القوى السياسية السودانية، وعلى رأسها حركات التغيير الوطني، أن تتعامل مع هذه التحولات بعقل بارد ورؤية وطنية لا تسمح بانزلاق البلاد إلى مربعات الوصاية أو الاستقطاب الدولي.

إننا في حركة شباب التغيير والعدالة السودانية نرحّب بأي مبادرة صادقة تضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار، وندعم كل جهد إقليمي أو دولي يسعى لإيقاف الحرب، شريطة أن يكون القرار السوداني مستقلًا، وأن يقود السودانيون بأنفسهم مسار الحلّ، ليس كأطراف تتلقى الإملاءات، بل كشركاء كاملين في تحديد مستقبل وطنهم.

نؤكد كذلك أن أي مبادرة لا تعالج جذور الأزمة، ولا تضمن بناء دولة مدنية عادلة، ولا تضع حدًا لمليشيات القتل والفوضى، ستظل مجرد ترتيبات سطحية لا تصنع سلامًا حقيقيًا. فالسلام الذي نريده ليس صفقة، بل مشروع وطني شامل يبدأ من وحدة الجبهة الداخلية وينتهي بإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة.

وعليه، فإن حركة شباب التغيير والعدالة السودانية تدعو الشباب والقوى الوطنية والمجتمعية للإلتفاف حول رؤية سودانية-سودانية تُحيد التدخلات السلبية، وتستفيد بحكمة من المبادرات الإقليمية دون الارتهان لها. فالسودان لا يُبنى من الخارج، بل بتكاتف أبنائه ووعيهم بمصيرهم.

هذه اللحظة ليست لحظة انتظار، بل لحظة صعود وقيادة.

#شباب_التغيير_عين_الحقيقة