أطلق مستخدمون على مواقع التواصل في السودان حملة إلكترونية تحت عنوان “إلحق ولدك”، من أجل محاربة تفشي المخدرات في البلاد وخاصة مخدر “الآيس كريستال” الفتّاك الذي يعرف بـ”مخدِر الشيطان” وأصبح يمثل مصدر رعب لكل العائلات.

فقد شهدت الفترة الأخيرة، انتشارًا بصفة كبيرة لجميع أنواع المخدرات في السودان الذي يعاني أزمات سياسية، واقتصادية خانقة.

فلا يكاد يمرّ يوم واحد دون إعلان ضبط شحنة مخدرات، وقد كشفت تقارير صحفية عن تورّط مافيات دولية ذات أذرع داخلية في تهريب المخدرات.

دعوات لتشديد العقوبات
هذا الموضوع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “إلحق ولدك”، حيث دعا المغردون والناشطون إلى تشديد العقوبات ومحاسبة المجرمين، كما ناشد بعضهم القضاء السوداني بإنزال عقوبة الإعدام على تجّار هذه الآفة.

وقد سجلت هذه الحملة تفاعلًا فاق نحو 532 ألفًا، كما بلغ عدد التعليقات حوالي 131 ألفًا بينما قاربت المشاركات نحو 30 ألفا.

أما ذروة التفاعل فكانت يوم أمس الإثنين، حين حصد هاشتاغ “إلحق ولدك” أكثر من 500 ألف، بين مشاركة وتعليق.

ومن الخرطوم، تعزو الاختصاصية في علاج الإدمان رشا عبد الحفيظ سليمان انتشار آفة المخدرات في السودان إلى مرور البلاد بظروف سياسية واقتصادية صعبة، التي تحفزّ انتشار الظواهر السالبة والمشاكل الاجتماعية وليس فقط المخدرات.

وعليه، لا ترى أن أزمة انتشار المخدرات في البلاد أمرًا غريبًا بظل الوضع المعيشي الهشّ الذي يعيشه الشباب السوداني، مشيرةً إلى أنه منذ 4 سنوات لم تكن هذه الآفة منتشرة بهذا الشكل الكبير كما هو الحال اليوم.

وتردف في حديث مع “العربي”: “استمرار عدم الاستقرار وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ستأزم مسألة تعاطي المخدرات”.

كيف يحوز الشباب المخدرات؟
وعن طريقة حيازة الشباب السوداني للمواد المخدّرة، توضح سليمان أن المخدرات ولا سيما “الآيس كريستال” ليست رخيصة بالنسبة إلى أوضاع الشباب في السودان وارتفاع معدلات البطالة بينهم، إلا أن المروجين على حدّ قولها يستهدفون كل فئات المجتمع حتى أصحاب الدخل الجيد.

وتردف الاختصاصية: “الإدمان لا يحتاج أحيانًا أن يكون الفرد ميسورًا، بل هو يرتكز على شبكة علاقات.. الأمر الذي يطرح علامة استفهام عن طريقة توزيع المواد المخدرة لا سيما وأن معدلات البطالة مرتفعة للغاية والأوضاع المعيشية ليست جيدة بشكل عام.. والمفروض أن يطرح هذا السؤال على الجهات العليا”.

ففي وقت يحتاج المواطن إلى الإنفاق على الصحة والتعليم والأمور المعيشية، تتجه شريحة كبيرة إلى صرف المال على المخدرات، محذّرةً من تبعات ذلك مثل انتشار السرقات وارتفاع معدلات بيع الممتلكات بهدف توفير المال لشراء المواد المخدّرة.