تقرير: عبد العظيم عمر

تحالفات وكيانات سياسية يضمّها نداء أهل السودان الذي ظهرت مبادرته على السطح عقب الإجراءات التي قام بها القائد العام للقوات المسلّحة عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، وبدأت في الازدياد مع مرور الأيام لتجمع العديد من التكّتلات حتى أضحت من التحالفات الفاعلة في المشهد.

وخلال الساعات الماضية أطلق حزب دولة القانون والتنمية الذي يقوده محمد علي الجزولي، وهو احد مكونات منبر نداء أهل السودان، أطلق تحالفاً سياسياً يستهدف ست قضايا، والخطوة أثارت ربكة، وعدّها البعض خطوة في إطار تذويب نداء أهل السودان في التحالف السياسي الجديد الذي يسير في خط موازٍ لذلك الذي تمضي فيه الحرية والتغيير المجلس المركزي وكيانات أخرى متحالفة معها.

والمبادرة الأهلية الوطنية التي جاءت تحت مسمى نداء أهل السودان ظهرت في يوليو المنصرم، وأطلقها الشيخ الطيب الجدّ، وتضم طرقاً صوفية وإدارات قبلية من وسط وشمال البلاد، بجانب مؤيدين للإجراءات التي قام بها القائد العام للقوات المسلّحة عبد الفتاح البرهان.

الهوية والسيادة

وأبرز هذه القوى المتحالفة والمنضوية تحت لواء نداء السودان هي قوى إعلان الحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني وكيانات سياسية وحركات مسلّحة.

ووفقاً لعقيل نعيم الفادني، فإنّ التحالف يركّز على ستّ قضايا كبرى تشمل الهوية، السيادة، الوحدة، العدالة، الشورى والتنمية، ويشير إلى أنّه حتى الاثنين، أعلن عن ان ثلاثين كياناً سياسياً ومجتمعياً وشبابياً اعلنت انضمامها إلى تحالف وحدة السودان.

وفي المقابل لم توضّح كيانات داخل منبر نداء السودان موقفها من التحالف السياسي الجديد الذي أطلقه حزب دولة القانون والتنمية، حيث ترى، بحسب مصادر الصحيفة، أنّ الخطوة تخصّ الحزب الذي يتزّعمه محمد علي الجزولي، وأنّ وجودهم في نداء أهل السودان لانه منبر قومي لمبادرة طرحت بشأن الخروج من النفق الذي تعيشه البلاد في الوقت الراهن.

ليس خطاً موازياً

وكشف رئيس حزب دولة القانون والتنمية محمد علي الجزولي، عن أنّ التحالف السياسي الذي أعلنوه لا يمثّل خطاً موازياً لنداء أهل السودان بأيّ حالٍ من الأحوال، مشيراً إلى أنّ الأخير يجمع تحالفات.

ويشير الجزولي إلى أنّ نداء أهل السودان مبادرة جامعة تنضوي تحتها عشرات التحالفات والقوى المجتمعية والكتل.

ويضيف قائلاً: (من ضمن هذه التحالفات المنضوية تحت لواء نداء أهل السودان تحالف وحدة السودان). وتابع قائلاً: (وحدة السودان تحالف جزء من النداء وليس بديلاً له).

توجهات انفصالية

ويقول محمد علي الجزولي في حديثه لـ (الانتباهة) إن إطلاق التحالف السياسي الجديد في هذا التوقيت، يأتي بعد أنّ وجدوا أنّ قضية الوحدة باتت في كفّ عفريت، وذلك ببروز التوجّهات الانفصالية في بعض الولايات، جراء عملية الإقصاء والإهمال والظلم الذي يجدونه من المركز.

وأوضح الجزولي في تصريحاته لـ (الانتباهة) أنّ هذه التوّجهات الانفصالية التي ظهرت جعلت تحالف وحدة السودان له ستّة منطلقات.

وأشار إلى أنّها تتمثّل في الدفاع عن هويّة البلاد وصون سيادتها والحفاظ على وحدتها، بجانب تحقيق العدالة للجميع وبسط الشورى للشعب وردّ السلطان إليه، إلى جانب إطلاق مشروعات تنمية متوازنة تمكّن الأقاليم من الاستفادة من خيرات البلاد.

إعلاء الصوت وإيجاد كتل

ويشير المحلل السياسي الأستاذ نصر الدين التيجاني لـ (الانتباهة) إلى أنّ نداء أهل السودان هو مجموعة أجسام تضم إدارة أهلية وكتلاً سياسية، وأنّ خطوة حزب القانون والتنمية الأخيرة يمكن قراءاتها تحت بند اتجاه الحزب إلى إيجاد كتل داخل منبر نداء السودان الذي يضم كتلاً مختلفة لها قياداتها.

ويضيف التيجاني في سياق حديثه أنّ إعلان حزب القانون والتنمية هذه الخطوة يمضي في ذات أسلوب الكتلة الديمقراطية في الحرية والتغيير.

ويشرح قائلاً: (مربط الفرس في نداء أهل السودان هو أنّ التطّلعات واحدة، وبالتالي ما جرى من قبل حزب دولة القانون يأتي في خانة خلق كتلة شبيهة بالكتلة الديمقراطية في الحرية والتغيير).

ويكمل هذه الجزئية قائلاً: (الكتلة التي يهدف الحزب إلى تكوينها تأتي لإعلاء الصوت وإيصال ما يريد بوجود مجموعة تحالفات).

ويرى الاستاذ نصر الدين التيجاني أنّ إعلان القانون والتنمية لتحالف سياسي، لا يبدو أنّه يأتي في خانة تذويب نداء أهل السودان.

وأضاف قائلاً: (لا أعتقد أنّ هذه هي فكرة الحزب لإطلاق هذا التحالف، بل الخطوة تأتي بحسب ما أرى للتنسيق بين الكتل في منبر نداء أهل السودان والتوسع بصورة أكبر).