حميدتي يقسم. اجتماع في القاهرة وقسم” في السودان.. أين يقف الاتفاق الإطاري؟
“ليس ضد أي اتفاق أو قوى سياسية”، تحت هذا الشعار التأم حوار سوداني – سوداني في القاهرة، كمحاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
تلك الورشة التي اختتمت أعمالها الثلاثاء، بعد ستة أيام من مباحثات جمعت 85 شخصية يمثلون 35 حزبًا وحركة، من القوى السياسية والمجتمعية في السودان، أسفرت عن اتفاق مكون من سبعة بنود، يرتكز جنبًا إلى جنب مع الاتفاق الإطاري الذي وقعه المكون العسكري والمدني في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بهدف التحول إلى نظام ديمقراطي تخلفه انتخابات عامة.
إلا أن توقيت تلك الورشة والتي جاءت متزامنة مع تصريحات للمكون العسكري الذي يمثله رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، فسرت على أنها تنصل من الاتفاق الإطاري، ألقت بكثير من التكهنات في مياه الأزمة الراكدة.
ورغم أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان نفى يوم السبت، نية الجيش “للانقلاب على الاتفاق الإطاري والتنصل عنه”، مؤكدًا أن المكون العسكري ماض فيه “وفق رؤيتنا لتوحيد السودانيين”، إلا أن حجم مشاركة القوى السياسية التي اجتمعت في العاصمة المصرية القاهرة، طرح تساؤلات عدة.
وفاق وطني
تلك التساؤلات حسمها نائب رئيس الحراك الوطني السوداني عبد الله مسار، وأحد المشاركين بورشة القاهرة في حديث لـ”العين الإخبارية”، مؤكدًا أن الورشة ليست مضادة لأي عمل آخر أو قوى سياسية؛ لأنها تدعو إلى وفاق وطني وتودي أخيرا إلى التحول الديمقراطي الذي تخلفه انتخابات عامة.
وأوضح السياسي السوداني، أن القوى التي شاركت في ورشة القاهرة هي كتل سياسية ومجتمعية من مشارب فكرية مختلفة، من أجل توحيد السودانيين في وطن يسع الجميع، مشيرًا إلى أن المشاركين توافقوا على قضايا الانتقال والتحول الديمقراطي، ضمن حوار سوداني – سوداني.
اتفاق السودان الإطاري بين اجتماعي القاهرة والخرطوم.. هل يتقاطع المساران؟
وأشار إلى أن اجتماع الأيام الستة، طرح قضايا “هامة جدا”، تؤسس لفترة انتقالية جامعة ومحددة المهام لتشكيل حكومة وطنية من كفاءات تكنوقراط، تكون شاملة لكل السودان وتتمتع بقبول سوداني كبير.
وحول مهام الحكومة المقبلة، قال السياسي السوداني إن مهامها محددة وفق برنامج وطني شامل لكل الفترة الانتقالية في إطار وثيقة دستورية منضبطة وبرنامج وطني شامل يوافق عليه غالبية الشعب السوداني، يسبقه إعلان سياسي توقع عليه كل القوى السياسية ويحدد ملامح الدولة السودانية وآخر دستوري يحدد ملامح الدولة السودانية في الفترة الانتقالية.
فترة انتقالية
وشدد على أن ورشة القاهرة كانت مطلوبة في ظل أوضاع السودان الحالية المعقدة، وتهدف لتأسيس لفترة انتقالية مستقرة وسلسة تمهد لتحول ديمقراطي مدني، مشيرًا إلى أن مصر يهمها أمر السودان خاصة أن أمن البلدين مشترك.
نائب رئيس الحراك الوطني السوداني عبدالله مسار، قال إن القوى السياسية “الفاعلة” التي اجتمعت في مصر، توصلت إلى حلول، بشأن قضايا التحول الديمقراطي، والفترة الانتقالية، وتنقيح الوثيقة الدستورية، بالإضافة إلى البرنامج الاقتصادي، ومهام الفترة الانتقالية ومعايير اختيار الحكومة.
في السياق نفسه، أكد نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”، أن المكون العسكري لن يتراجع عن تنفيذ الاتفاق الإطاري الذي يمهد لنقل السلطة إلى المدنيين.
حميدتي يقسم
وقال حميدتي أمام قادة أهليين بمنطقة شمال بحري، الثلاثاء، إن الاتفاق الإطاري، بمثابة ضامن لوحدة البلاد من التفكك، وسبب لخروجها من الضائقة الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الاتفاق يجد دعماً دولياً وسندًا من الدول الخليجية والإفريقية.
وبلهجة محلية، قال نائب رئيس مجلس السيادة: “الاتفاق دا يجيب الدولارات”، في إشارة إلى دوره في حلحلة الأزمة الاقتصادية في البلد الأفريقي، معقبًا على كلامه بقسم بعدم التراجع عن الاتفاق والمكتسبات المرجوة منه، قائلاً: “والله ما بنرجع ورا”.
وردًا على دعوات توسعة المشاركة في الاتفاق الصادرة عن قادة الجيش، أكد حميدتي أن الاتفاق الإطاري كان جاهزاً ومحدد الأطراف منذ البداية، وبرضا الموقعين، بحسب “سودان تريبيون”.